وكان فى زمان نظام الملك وملكشاه قد تولّى الديوان بآمد، وأساء التدبير فيه لكوهنة تتداخله، فحوقق «١» واعتقل؛ إلى أن شفع فيه طبيب كان حظيّا بحضرة ملكشاه، فأطلق سراحه، وانتقل إلى ميّافارقين، وقد باضت الرياسة فى رأسه وفرّخت. وجرت بميّافارقين حركة طلب لأجلها من يتولّى من قبل السلطان، فاجتمع أهل المدينة على من يولّونه، واجتمع رأيهم على رجل من بيت آل نباتة «٢» الخطباء، ليتولى الإصلاح بين المتخاصمين، فأقام أياما، ثم رأى الأمر لا يستقرّ على ما هو عليه، فاعتزل الأمر، ولزم منزله، فتهيأ لها ابن أسد الفارقىّ، ونزل القصر بها، وحكم وما أحكم، وجرت أحوال قضت له بالانفصال على غير جميل، وخاف سطوة السلطان، فخرج عنها إلى حلب، وأقام مدّة، ثم حمله حبّ الرياسة والوطن، فعاد طالبا لها. ولما حصل بحرّان قبض عليه نائب السلطان وشنقه.
ومن أعجب ما اتّفق أنه قال عند عزمه على المسير من حلب أبياتا كانت طيرة «٣» عليه، وهى:
لو أنّ قلبك لمّا قيل قد بانوا ... يوم النوى صخرة صمّاء صوّان