للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما تحقّق ابن باديس مكانته من الأدب ومحلّه من قول الشعر قرّبه، فامتدحه بقصيدة صاربها فى جملته، ونسب لأجلها إلى خدمته، ولزم ديوانه وأخذ الصلة منه، وحمل على مركب يميّز به، فمن قوله فى مديحها:

لدن الرماح لما تسقى أسنتها ... من مهجة القيل أو من مهجة البطل «١»

لو أورقت من دم الأعداء سمرقنا ... لأورقت عنده سمر القنا الذّبل

إذا توجّه فى أولى كتائبه ... لم تفرق العين بين السّهل والجبل

فالجيش ينفض حوليه أسنّته ... نفض العقاب جناحيها من البلل

يأتى الأمور على رفق وفى دعة ... عجلان كالفلك الدّوار فى مهل

ومن قوله من قصيدة فى العتاب:

أجدّك لم أجد للصّبر بابا ... فتدخله على سعة وضيق

بلى وأقلّ ما لاقيت يسلى ... ولكن لا أرى عتب الصديق

نهضت بعبء إخوانى فزادوا ... وأثقل ما يرى حمل المطيق

ولكن ربّ إحسان وبرّ ... دعا بعض الرجال إلى العقوق

فإن أصبر فعن إفراط جهد ... وإن أقلق فحسبك من قلوق

يقول فيها:

حصلت من الهوى فى لجّ بحر ... بعيد القعر منخرق عميق

سأعرض عنك إعراضا جميلا ... وأبدى صفحة الوجه الطّليق

ولا ألقاك إلا عن تلاق ... بعيد العهد بالذكرى سحيق

لتعلم أننى عفّ السجايا ... عزوف النفس متّبع البروق

وأنى مذ قصرت يدىّ طالت ... إليك يد العدوّ المستفيق

<<  <  ج: ص:  >  >>