وكان الخليل من الزّهاد، وقال: إن لم تكن هذه الطائفة- يعنى أهل العلم- أولياء الله، فليس له ولىّ.
وذكر النسابون أنهم لا يعرفون بين النبىّ وأبى الخليل من اسمه أحمد سواه.
ووهم يحيى بن معين، وقال فى نسب أبى السّفر «١»: «ابن أحمد»، وهو أقدم من أبى الخليل. والصحيح فى اسمه «[ابن] «٢» يحمد».
وكان الخليل عفيف النفس؛ لا يختار صحبة الملوك والأمراء. ووجّه إليه سليمان بن حبيب بن المهلّب من السّند «٣» يستزيره- وكان له عليه جار «٤» فكتب إليه «٥»:
أبلغ سليمان أنّى عنه فى دعة «٦» ... وفى غنى غير أنى لست ذا مال
سخّى «٧» بنفسى أنّى لا أرى أحدا ... يموت هزلا «٨» ولا يبقى على حال
الرزق عن قدر لا الضعف ينقصه ... ولا يزيدك فيه حول محتال
والفقر فى النّفس لا فى المال تعرفه ... ومثل ذاك الغنى فى النفس والمال
فلما بلغ سليمان قطع جاريه عليه عنه، فقال:
إنّ الذى شقّ فمى ضامن ... لى الرزق حتّى يتوفّانى
حرمتنى خيرا كثيرا فما ... زادك فى مالك حرمانى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute