هشام «١» للمظفر «٢» بن أبى عامر. قال: فقال لى ابن القزاز: إن هشاما لضعيف.
هذه الجنة المذكورة هى أوّل أصل اتخذه عبد الرحمن «٣» بن معاوية، وكان فيها نخلة أدركتها بنفسى، ومنها ولدت كل نخلة بالأندلس. وفى ذلك يقول عبد الرحمن- وقد تنزه إليها، فرأى تلك النخلة فحنّ:
يا نخل أنت غريبة مثلى ... فى الغرب نائية عن الأصل
فابكى وهل تبكى ملثّمة ... عجماء لم تطبع على خبل
لو أنها مثلى إذا لبكت ... ماء الفرات ومنبت «٤» النخل
لكنّها ذهلت وأذهلنى ... بغضى بنى العباس عن أهلى
وكان أبو عثمان هذا حافظا للغة والعربية، حسن القيام بهما، ضابطا لكتبه، متفنّنا فى نقله. وله كتاب فى الردّ على صاعد بن الحسن اللغوىّ البغداذىّ ضيف محمد ابن أبى عامر، فى مناكير كتابه فى النوادر والغريب؛ المسمى بالفصوص، وأكثر التحامل عليه فيه.
وكان ثقة من أجلّ أصحاب أبى على القالى، ومن طريقته صحّت اللغة بالأندلس بعد أبى علىّ، ومن طريق أبى على بن أبى الحباب وأبى بكر الزّبيدىّ.