للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شرح الإيضاح فى النحو لأبى على الفارسى، فى ثلاثه وأربعين مجلدا، وشرح اللمع شرحا كبيرا فى عدّة مجلدات، وصنف غير ذلك.

وخرج عن بغداذ قاصدا دمشق، واجتاز الموصل، وبها وزيرها جمال الدين الجواد «١» الأصبهانىّ، فارتبطه عنده، ومعه الاجتياز بالإحسان، وصدّره بالموصل للإقراء والإفادة والتصنيف. وكان آخر كتبه ببغداذ، وهى التى أتعب فيها خاطره وناظره، وبلغه أن الغرق قد استولى على بغداذ، فسير من يحضر كتبه إن كانت سالمة، فوجدها قد غرقت فيما غرق، وزادها على الغرق أنّ خلف مسكنه مدبغة فاض الماء منها إلى منزله؛ فأهلك الكتب زيادة على هلاكها، فلما أحضرت إليه أخذ فى تأملها على نتنها وتغير لونها. فأشير عليه بأن يبخّر ما سلم منها على فساده بشىء مما يغير الرائحة، فشرع فى تبخيرها باللّاذن، «٢» ولازم ذلك إلى أن بخّرها بما يزيد على ثلاثين رطلا من اللّاذن. فطلع ذلك إلى رأسه وعينيه، فأحدث له العمى، فانكف بصره قبل موته- رحمه الله- ونعوذ بالله من سوء التقدير، إنه هو اللطيف الخبير.

وكان مولده فى رجب سنة أربع وتسعين وأربعمائة بنهر طابق «٣».

<<  <  ج: ص:  >  >>