فقضى فى سابق علم الله أن غرسية بن شانجة من ملوك الروم- وهو أمنع من النّجم- أسر فى ذلك اليوم بعينه الذى بعث فيه صاعد بالأيّل، وكان ذلك فى ربيع الآخر سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
وخرج صاعد عن الأندلس فى أيام الفتنة، وقصد جزيرة صقلّيّة، فمات بها قريبا من سنة عشر «١» وأربعمائة- وقد أسنّ.
قال ابن حيّان «٢» مؤرّخ الأندلس: «وجمع أبو العلاء صاعد للمنصور محمد بن أبى عامر كتابا سماه الفصوص، فى الأدب والأشعار. وكان ابتداؤه له فى شهر ربيع الأوّل سنة خمس وثمانين، وأكمله فى شهر رمضان المعظم، وأثابه عليه بخمسة آلاف دينار فى دفعة، وأمره أن يسمعه الناس بالمسجد الجامع بالزهراء، واحتشد له جماعة أهل الأدب ووجوه الناس «٣»».