للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو الأسود: ما غلبنى قط إلّا رجل أخذت منه ثوبا بعشرين، ومررت بجماعة سألونى عنه، فقلت: أخذته بأربعين، فلما وفّيت الرجل العشرين قال: ما آخذ إلّا أربعين، وهؤلاء الشهود عليك! وقال ابن دأب «١»: بلغنى أن معاوية قال لأبى الأسود الدّؤلىّ: إن عليا- كرّم الله وجهه- أراد أن يدخلك فى الحكومة؛ فعزمت عليك إلّا أخبرتنى أىّ شىء كنت تصنع فى ذلك؟ قال: كنت آتى المدينة؛ فأجمع ألفا من المهاجرين وألفا من الأنصار؛ فإن لم أجدهم أتممتهم من أبنائهم، وأستحلفهم بالله الذى لا إله إلا هو: المهاجرون أحقّ بها أم الطّلقاء؟ فقال معاوية: إذن والله لا يختلف عليك اثنان.

وفى الصّدق نجاة حس ... ين لا ينجيك إحسان «٢»

وقال الزبير بن بكّار: بلغنى أن أبا الأسود الدّؤلىّ قال لرجل هنّأه بتزويج: باليمن والبركة، وشدّة الحركة، والظفر عند المعركة.

ورأى عبيد الله بن أبى بكرة القاضى «٣» على أبى الأسود الدّؤلىّ جبّة رثّة، فقال له:

يا أبا الأسود، ما تملّ هذه الجبّة! فقال: ربّ مملول لا يستطاع فراقه! فوجّه إليه بمائة ثوب، فأنشأ أبو الأسود يقول:

كسانى ولم أستكسه «٤» فشكرته ... أخ لك يعطيك الجزيل وناصر «٥»

وإن أحقّ الناس إن كنت شاكرا ... بشكرك من أعطاك والعرض وافر

<<  <  ج: ص:  >  >>