وكان ضيّق العطن ضجورا؛ ما صنّف تصنيفا فكمله. شرح كتاب الجمل لعبد القاهر الجرجانىّ، وترك أبوابا من وسط الكتاب ما تكلّم عليها، وقرئ عليه المصنّف، وكتب بخطه عليه وهو على هذه الصورة، غير معتذر من ذلك بعذر.
وشرح المقدّمة التى صنّفها الوزير ابن هبيرة «١»، وقطعها قبيل الإتمام، ووصل منها إلى باب النونين: الثقيلة والخفيفة، وعمل فى شرح اللمع «٢» مثل ذلك «٣».
وكانت له دار عتيقة ولأخ له ومن شاركهما فى ورثة أبيه، وله منها صفّة «٤» كبيرة منفردة، وبها بوارىّ «٥» قصب مفروشة، وفى صدرها ألواح من الخشب، مرصوص عليها كتب له، أقامت عدّة سنين ما أزيل عنها الغبار، وكانت تلك البوارىّ قد استترت بما عليها من التراب، يقعد فى جانب منها، والباقى على تلك الحالة. وقيل إن الطيور عششت فوق الكتب وفى أثنائها، وكان إذا تكلم على