بالأدب واللغة والنحو والحديث، ويقرأ الحديث قراءة «١» حسنة صحيحة مفهومة.
سمع الكثير بنفسه، وجمع الأصول الحسان.
قال الإمام أبو شجاع عمر بن أبى الحسن البسطامىّ ببخارى: لما دخلت بغداذ قرأ علىّ أبو محمد الخشاب كتاب غريب الحديث لأبى محمد القتيبىّ قراءة ما سمعت قبلها مثلها فى الصحة والسرعة، وحضر جماعة من الفضلاء سماعها، وكانوا يريدون أن يأخذوا عليه فلتة لسانه، فلم يقدروا على ذلك.
أنبأنا محمد بن محمد بن حامد فى كتابه «٢» قال: «عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد بن عبد الله الخشاب. من أهل بغداذ. شيخنا فى علم الأدب، أعلم الناس بكلام العرب، وأعرفهم بعلوم شتى من النحو واللغة والتفسير والحديث والنسب، الطود السامى، والبحر الطامى. كان فضله على أفاضل الزمان، كفضل الشمس على النجوم، والبحر على الغدران. وله المؤلفات العزيزة، والمصنفات الحريزة، والكتب المفيدة، والفكر المجيدة. وإذا كتب كتابا بخطه يشترى بالمئين، وتتنافس عليه بواعث المستفيدين. وهو ألين سجيّة من الماء العذب، وأخشن حميّة من الغرار «٣» العضب. وما أظن أن الزمان يسمح بمثله، وأنّ الدهر العقيم ينتج أحدا فى فضله. كان كثير الإفادة، غزير الإجادة؛ غير أنه ينبو عن جواب سؤال الممتحنين، نبوة المستحقر المهين، ويعزّ على المتكبّر، ويذلّ للمتكّرم، متواضع عند العامة، مرتفع عند الملوك والخاصة. توفى ببغداذ سنة ثمان وستين وخمسمائة «٤»، فرأيته