للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبى بردة جمع بينهما وهو على البصرة عامل لخالد بن عبد الله القسرىّ أيام هشام ابن عبد الملك. قال يونس: قال أبو عمرو: فغلبنى ابن أبى اسحاق يومئذ بالهمز، فنظرت فيه بعد ذلك، وبالغت فيه.

وحكى يونس أن أبا عمرو بن العلاء كان أشدّ تسليما للعرب، وكان ابن أبى إسحاق وعيسى بن عمر يطعنان على العرب، وكان عيسى يقول: أساء النابغة فى قوله حيث يقول: «فى أنيابها السم «ناقع» «١»؛ يقول: موضعها «ناقعا» «٢».

وكان ابن سيرين «٣» يبغض النحويين، وكان يقول: لقد بغّض إلينا هؤلاء المسجد، وكانت حلقته إلى جانب حلقة ابن أبى إسحاق.

وبلغ ابن أبى إسحاق أنه يعيب عليه تفسير الشعر ويقول: ما علمه بإرادة الشاعر! فقال ابن أبى إسحاق: إن الفتوى فى الشّعر لا تحلّ حراما، ولا تحرّم حلالا؛ وإنما نفتى فيما استتر من معانى الشعر، وأشكل من غريبه وإعرابه بفتوى سمعناها من غيرنا، أو اجتهدنا فيها آراءنا؛ فإن زللنا أو عثرنا فليس الزلل فى ذلك كالزلل فى عبارة الرؤيا، ولا العثرة فيها كالعثرة فى الخروج عما أجمعت عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>