الأئمة من سنة الوضوء، وكرهته الجماعة من الاعتداء فى الطّهور. فبلغ ذلك ابن سيرين، فأقصر عما كان عليه من الإفراط فى الوضوء. وكان إذا جاءه الرجل يسأله عن الرؤيا، قال: هات حتى أظنّ لك.
وكان ابن أبى إسحاق بعد أن بلغه كلام ابن سيرين يقول: أظن الشاعر أراد كذا، واللغة توجب كذا. ثم اجتمع هو وابن سيرين فى جنازة، فقال ابن سيرين:
(كذلك «١» إنّما يخشى الله من عباده العلماء «٢»). فقال ابن أبى إسحاق: كفرت يا أبا بكر بعيبك على هؤلاء الذين يقيمون كتاب الله. فقال ابن سيرين: إن كنت أخطأت فأنا أستغفر الله. ورجع إلى حلقته.
وكان ابن أبى إسحاق يعتمد الإعراب فى عبارته حرفا واحدا، فمرّت به سنوّرة فقال: اخسى، فقال له: هذه، ألا قلت اخسئ «٣»!.
توفى عبد الله بن أبى إسحاق الحضرمىّ- رحمه الله- سنة سبع عشرة «٤» ومائة، وهو ابن ثمان وثمانين سنة، وصلى عليه بلال بن أبى بردة وهو أمير البصرة. وورث هذه العدة من السنين جماعة من نسله، فمنهم زيد بن عبد الله بن أبى إسحاق،