وخمسمائة، وقيل إنه دفن بظاهر سور حمص قريبا منه. وقال لى ابن الأستاذ عبد الرحمن: إنه دفن بقبر إلياس فى البقاع. والله أعلم.
وسيّر نور الدين إلى أهله نفقة، وخيّرهم فى المقام أو الحضور إلى الشام، فحضروا صحبة ولد له اسمه محمد، ونزلوا حلب وباعوا كتبه فى وفاء دين عليه، وكانت فى غاية الجودة والصحة، وخدم ولده جنديا مع الأمير عز الدين بن جرديك، ومات فى خدمته.
وإنما ذكرت الأشيرىّ فى اللّغويين لأنه صنف كتابا هذّب فيه الاشتقاق الذى صنفه المبرّد،- ورأيته- فأحسن فيه، وهو عندى بخطه- رحمه الله- وذكره الحافظ أبو القاسم «١» على فى كتابه فقال:
«عبد الله بن محمد بن عبد الله أبو محمد الصنهاجىّ المعروف بابن الأشيرىّ. كامل فاضل، سمع بالأندلس أبا جعفر بن غزلون. وأبا بكر محمد بن عبد الله بن محمد ابن العربى الإشبيلىّ وغيرهما، وحصلت له كتب حسان، وكان يكتب لصاحب المغرب، فلما مات صاحبه استشعر، فأخذ كتبه وأهله وتوجه إلى الشام، وقدم دمشق، وأقام بها مديدة، وحدّث بالموطأ وغيره، وسمع منّى وكتب عنّى، وعلّقت عنه شيئا. وكان أديبا، وله شعر جيّد. ثم توجه إلى حلب.
ذكره أبو الليث شاكر بن عبد الله التنوخىّ لنور الدين محمود بن زنكى، والأمير أبو يعقوب يوسف بن على الملثم وهما فى صحبته فى الزيارة بالبقاع، «٢» وأثنيا عليه خيرا كثيرا، ورغّباه فى ترتيبه بحلب لتقوية السّنة بها، ولحاجة أهلها إلى مثله، فنقله الملك العادل إلى حلب، وقرّب له كتابته، وأقام يروى الحديث سنتى ثمان وتسع، وسافر إلى الحج فجاور سنة ستين، ثم قدم فى سنة إحدى وستين، وخلف ولده وزوجته