للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكره الحسن بن رشيق فى كتابه فقال: «عبد العزيز بن خلوف النحوىّ الحرورى «١». شاعر متقن، ذو ألفاظ حسنة، ومعان متمكّنة، مثقّف نواحى الكلام رطبها، حلو مذاقة الطّبع عذبها؛ يشبّه فى المنظوم والمنثور بأبى على البصير، «٢» وله فى سائر العلوم حظوظ وافرة، وحقوق ظاهرة، أغلبها عليه علم النحو والقراءات، وما تعلق بها. وفيه ذكاء يخرج عن الحدّ المحدود».

وقوله من قصيدة يمدح بها سيدنا- أدام الله سلطانه- أوّلها (قلت: يعنى بسيدهم المعز بن باديس):

أبلحظ طرف هذه الأنضاء «٣» ... شقيت إذن بالأعين الأعضاء

تتمثّل الغيد الحسان ببعض ما ... جرّت عليه الغادة الحسناء

تصبو الجمادات الموات لوجهها ... طربا فكيف النّطّق الأحياء

منها:

سارت وقد بنت الأسنّة حولها ... سورا يجاز بحدّه الجوزاء

ولما مدح المعز بن باديس بها وأطال فى المدح ختمها بقوله:

فتحت لنا نعماك كلّ بلاغة ... فجرى اليراع وقالت الشعراء

وقال ابن رشيق فى وصف هذه القصيدة: «وما حسبت أنّ أحدا من أهل عصرنا يبلغ هذه البلاغة، أو يصوغ الكلام هذه الصياغة، وإن كثيرا من أشعار المتقدّمين فى هذا الوزن والروىّ ليضعف ويقصر دون بنيتها».

<<  <  ج: ص:  >  >>