مات الكسائىّ- رحمه الله- فى صحبة الرشيد ببلد الرّىّ فى سنة ثمانين ومائة.
وقيل فى سنة ثلاث وثمانين ومائة. وفيها مات محمد بن الحسن «١». وقال ثعلب:
ماتا فى يوم واحد، ودفنهما الرشيد بقرية اسمها رنبويه «٢». وقال: اليوم دفنت الفقه والنحو؛ فرثاهما اليزيدىّ «٣» فقال فيهما:
تصرّمت الدنيا فليس خلود ... وما قد ترى من بهجة سيبيد
سيفنيك ما أفنى القرون التى مضت ... فكن مستعدا فالفناء عتيد
أسيت على قاضى القضاة محمد ... فأذريت دمعى والفؤاد عميد
وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا ... بإيضاحه يوما وأنت فقيد!
وأوجعنى موت الكسائىّ بعده ... وكادت بى الأرض الفضاء تميد
وأذهلنى عن كل عيش ولذّة ... وأرّق عينى والعيون هجود
هما عالمان أوديا وتخرّما ... وما لهما فى العالمين نديد
قال الفراء: لما صار الكسائى إلى رنبويه، وهو مع الرشيد فى سفره إلى خراسان اعتلّ فتمثّل «٤»:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute