للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوى عليه وعرف إعرابه، واختار حرفا «١» فقرأ به. وكتب فى النحو كتبا مفهومة حسنة الشرح. وكان أثيرا عند الخليفة؛ حتى أخرجه من طبقة المؤدّبين إلى طبقة الجلساء والمؤانسين.

وقال يحيى الفرّاء: مدحنى رجل من النحوييّن وقال لى: ما اختلافك إلى الكسائىّ فأنت أعلم منه، أو مثله فى العلم!. قال: فأعجبتنى نفسى، فناظرته وسألته؛ فكأننى كنت طائرا يغرف من البحر.

وقال ابن قادم: قلت للفراء: قد بقى فى نفسك شىء من النحو؟ قال:

أشياء كثيرة. قال: فمن تحب أن تلقى فيها؟ قال: كنت أحبّ لو بقى الكسائىّ- وكان قد مات- رحمه الله.

وكان أبو زيد سعيد بن أوس الأنصارىّ يقول: كان الكسائىّ إذا أخذ معى فى اللغة والشعر هوى، وإذا أخذ فى النحو علا.

وقال الأصمعىّ: أرسل إلىّ الكسائىّ بأبى نصر، وقال: لست أعرض لك فى الشعر والغريب والمعانى، فدعنى والنحو. فوجّهت إليه: ما كلمتك قطّ فى النحو إلا بحجة أصحابى، وقد تركت ذلك لك.

وقال إسحاق بن إبراهيم الموصلىّ: ما رأيت فى الصّنعة أحذق من أربعة:

الأصمعىّ بالشعر، والكسائىّ بالنحو، ومنصور زلزل بضرب العود، وبرصوما «٢»

<<  <  ج: ص:  >  >>