بالزمر. قيل له: وما بلغ من حذقهم؟ قال: كنت إذا رأيت كتاب إنسان منهم فى صناعته لم تنازعك نفسك إلى أن تكون فى تلك الصناعة على أكثر مما سمعت.
وقال الأخفش سعيد بن مسعدة: قدم الكسائىّ إلينا البصرة مرتين؛ كان فى الأولى كذا وكذا؛ فأما فى الثانية فلم يتعلّق عليه بشىء.
وقال أحمد بن الحارث الخزّاز: كان الكسائىّ ممّن وسم بالتعليم، واكتسب به مالا كثيرا، وكان سخيا جميل الأخلاق.
وقال أبو حاتم: سمعت الكسائىّ يقول: رأيت بالبادية أعرابيين؛ أحدهما أسود والآخر أحمر، فسألت الأسود فلم أجد عنده شيئا، وسألت الأحمر فكأنما يأخذ العلم من شاربه. فقال لى الأحمر: ما رأيت رجلا أعلم بكلمة إلى جنبها كلمة أشبه شىء بها، أبعد شىء منها منك. قال: فكتبت هذا الكلام عنه.
وروى الفرّاء عن الكسائىّ قال: كنت أسأل أعرابيا عن كلمة صواب، وأسأله عن كلمة خطأ يقارب لفظها؛ أمتحنه بذلك، فقال لى: ما رأيت رجلا يأتى بكلمة إلى جنبها كلمة، أشبه شىء بها، أبعد شىء منها منك.
وروى إبراهيم بن إسماعيل الكاتب قال: قال أبو زياد الكلابىّ: ما رأيت أحدا أوقع على كلمة إلى جنبها كلمة أقرب شىء بها أبعد شىء منها منك.
وروى سلمة «١» عن الفراء عن الكسائىّ: قال: كنت بالبادية، فرآنى أعرابىّ وأنا أكتب فقال لى: ما رأيت رجلا يكتب الكلمة ومعها أخرى تشبهها كأنها أختها أو أمها مثلك.
وروى سلمة عن الأخفش قال: كان الكسائىّ جاءنا البصرة، فسألنى أن أقرأ عليه، أو أقرئه كتاب سيبويه ففعلت. فوجه إلىّ خمسين دينارا وجبة وشى.