جرىء على الخصم الجرىء مساعد ... إذا قصرت عن نصرة الكفّ ساعده
بصير بوجه القصد والأمر مظلم ... إذا خفيت يوما عليك مقاصده
له شيمة تعلو على كلّ شيمة ... ومورد جود لا يخيّب وارده
إليك ابن منصور زجرت ركائبى ... وقد شردت بى عن مسيرى شوارده
وما خاب مسعى من غدوت رجاءه ... ولا ضلّ ركب أمّ بابك قاصده
وله رحمة الله عليه:
نمّت دموعى بما أكاتمه ... وعاد جسمى لبينهم سقم
وظلت فى الدّار بعد بعدهم ... ذا لوعة فى الفؤاد تضطرم
وعاذل بات فيك يعذلنى ... وبى عن العذل فى الهوى صمم
أذقته حرّ لومه فغدا ... ذا كبد ما تكاد تلتئم
يا جائرا فى هواه محتكما ... أسرفت فى الحكم أيّها الحكم
أطعت قول الواشى ولم أك فى ... حبّك ممن يطيع قولهم
فلا سقوا حيث حلّ سربهم ... ولا استهلّت «١» عليهم الدّيم»
ولا غدا بالنجاح طائرهم ... ولا سعى بالعلا لهم قدم
وله رضى الله عنه ورحمه:
أمغنى «٣» الهوى أصبحت مغنى النّوائب ... وقد كنت مغنى للحسان الكواعب
وأمسيت من بعد الأحبّة موحشا ... وكنت أنيسا فيك مسرى الحبائب
أبعد مشيب الرأس يعتادنى الصّبا ... وأمسى زميلا للخليع المصاحب!
وبعد خليلىّ اللذين تحمّلا ... أبيت قرير العين عذب المشارب!