البدوىّ: قال الشيخ: كم من ناب يسقى فى جلد حوار «١»! ففهم البدوىّ ما قال وأعجبه ذلك.
قال أبو الغنائم: وعاش الشريف إلى أن أدرك الفسيل وأكل من تمره سنين كثيرة.
وذاكر الشريف عمر هذا يوما بعض أصحاب الحديث الآخذين عنه، وقال:
دخل أبو عبد الله الصّورىّ «٢» الكوفة، وكتب عن أربعمائة شيخ. وقدم علينا هبة الله بن المبارك السّقطىّ «٣»، فأفدته عن سبعين شيخا من الكوفيّين، وما فى الكوفة اليوم أحد يروى الحديث غيرى. ثم أنشد:
لما دخلت اليمنا ... لم أر فيه حسنا
قلت: حرام بلدة ... أعلم من فيها أنا
وكان أبو محمد عبد الله بن على بن أحمد المقرئ سبط أبى منصور الخياط قد قرأ على الشّريف عمر النحو؛ لأن الشريف كان علامة فى النحو، وقرأ عليه جماعة من مشايخ العراق النحو أيضا. ومدحه أبو محمد عبد الله بأبيات، منها:
أحيا بكوفان علما كان مدروسا ... وقام بالحق فيها وهو خاطبه
فما له فى الورى شكل يماثله ... وما له فى التّقى عدل يناسبه
سئل عن مولده فقال: ولدت فى سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة بالكوفة.