للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن جنّى» هو أبو الفتح عثمان، ليس لأحد من أئمة الأدب فى فتح المقفلات وشرح المشكلات ما له؛ ولا سيّما فى علم الإعراب، فقد وقع منها على ثمرة الغراب «١». ومن وقف «٢» على مصنّفاته وقف «٣» على بعض صفاته. فوربّى إنه كشف الغطاء عن شعر المتنبى. وما كنت أعلم أنه ينظم القريض، أو يسيغ ذلك الجريض «٤»؛ حتى قرأت له مرثية فى المتنبى، أوّلها:

غاض القريض وأودت نضرة الأدب ... وصوّحت «٥» بعد رىّ دوحة الكتب

منها:

سلبت ثوب بهاء كنت تلبسه ... لما تخطّفت بالخطّية السلب «٦»

ما زلت تصحب فى الجلّى إذا نزلت ... قلبا جميعا وعزما غير منشعب

وقد حلبت لعمرى الدهر أشطره «٧» ... تمطو بهمّة لا وان ولا نصب

من للهواجل تحيى ميت أرسمها ... بكل جائلة التصدير والحقب «٨»

قبّاء خوصاء محمود علالتها ... تنبو عريكتها بالحلس والقتب «٩»

<<  <  ج: ص:  >  >>