أم من لسرحانها تقريه فضلته ... وقد تضوّر بين البأس والسّغب «١»
أم من لبيض الظّبا توكافهنّ دم ... أم من لسمر القنا والزّغف واليلب «٢»
أم للجحافل تذكى جمر جاحمها «٣» ... حتى يقرّبها من ساطع اللهب
أم للمحافل إذ تبدو فتعمرها ... بالنّظم والنّثر والأمثال والخطب
أم للصواهل محمرّا سرابلها ... من بعد ما غربت معروفة الشّهب
أم للمناهل والظلماء عاكفة ... تواصل الكرّ بين الورد والقرب «٤»
أم للقساطل تعتمّ الحزون بها ... أم من لضغم الهزبر الضّيغم الحرب «٥»
أم للضّراب إذا الأحساب دافع عن ... تدنيسها شفرات الوكّف القضب
أم للملوك تحلّيها وتلبسها ... حتى تمايس فى أبرادها القشب
نابت وسادى أطراب تؤرّقنى ... لما غدوت لقى «٦» فى قبضة النوب
عمرت خدن المساعى غير مضطهد ... ومتّ كالنصل لم يدنس ولم يعب
فاذهب عليك سلام الله ما قلقت ... خوص الركائب بالأكوار والشّعب
- الشّعب: جمع شعبة، وهى المزادة الضخمة. قاله أبو حاتم السّجزىّ-
موفّق لسبيل الرشد متّبع ... يزينه كلّ ما يأتى ويجتنب
تسمو العلوم إليه كلما انفرجت ... للناس عن وجهه الأبواب والحجب
له خلائق بيض لا يغيّرها ... صرف الزمان كمالا يصدأ الذهب