للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطبقات كل فن، وما اختلف وائتلف فى أنساب العرب، وله فى اللغة مصنّفات ما سبق إليها [١].

وكان حسن السيرة جميل الأمر منظرانيا من الرجال، ذكره أبو زكريا بن منده [٢] فى تاريخ أصبهان فقال:

«فخر الرؤساء، أفضل الدولة، حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، متصرف فى فنون جمة من العلوم، عارف بأنساب العرب، فصيح الكلام، حاذق بتصنيف الكتب وافر العقل، كامل الفضل، فريد دهره، ووحيد عصره. وكان فيه تيه وتكبر وعزة نفس. وكان إذا صلّى يقول: اللهم ملّكنى مشارق الأرض ومغاربها. قال البديع الهمذانىّ [٣]: فلمته على ذلك، فكتب إلىّ بهذه الأبيات:

يعيّرنى أخو عجل إبائى ... على عدمى وتيهى واختيالى

ويعلم أننى فرط لحىّ ... حموا خطط المعالى بالعوالى [٤]


[١] وذكر منها ياقوت من مصنفاته أيضا: قبسة العجلان فى نسب آل سفيان، ونهزة الحافظ والمجتبى من المجتنى فى رجال كتاب أبى عبد الرحمن النسائى فى السنن المأثورة وشرح حديثه، وتعلة المشتاق إلى ساكنى العراق، وكوكب المتأمل يصف فيه الخيل، وتعلة المقرور فى وصف البرد والنيران وهمذان والدرة الثمينة وصهلة القارح رد فيه على المعرى. وله فى دار الكتب الصرية كتاب فى المحاضرات، يعرف بزاد الرفاق يشتمل على مناظرات مع أرباب النجوم ونقض لجحجهم، مخطوط برقم (٥٨٢ أدب).
[٢] هو أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب المعروف بابن منده، تقدمت ترجمته فى حواشى الجزء الثانى ص ٢٧.
[٣] هو أبو على أحمد بن سعيد بن على العجلى الهمذانى. ذكره السمعانى وأورد بعض أخباره مع الأبيوردىّ. وقال عنه: «إمام فاضل لطيف الطبع مليح الشعر عرف بالبديع، وأدرك الشوخ وأكثر من الحديث، وسمعته منه فى النوبة الأولى بهمذان». الأنساب ص ٣٨٥ ا.
[٤] عوالى الرماح: أسنتها. والفرط هنا: المتقدم على القوم. وفى الأصلين: «من فرط» وصوابه من معجم الأدباء.

<<  <  ج: ص:  >  >>