للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلست لحاصن إن لم أزرها ... على نهل شبا الأسل الطّوال

وإن بلغ الرجال مداى فيما ... أحاوله فلست من الرجال

وقال البديع أيضا: أردت يوما القيام فشدّ الأبيوردىّ عضدى حتى قمت، ثم قال: أموىّ يعضد عجليا، كفى بذلك شرفا! وكتب الأبيوردىّ قصة إلى الخليفة وكتب عليها: «العبد المعاوىّ» نسبة إلى معاوية الأصغر بن محمد بن عثمان بن عقبة، فكره الخليفة هذه النسبة، وأمر فكشطت الميم، فصار: «العاوى»، وردّها.

وقال الأبيوردىّ: أقمت ببغداذ عشرين سنة حتى أمرّن طبعى بالعربية، وبعد فأنا أرتضخ لكنة.

وقال أحمد بن سعيد العجلىّ: ركبت يوما أمضى إلى العسكر ظاهر همذان والسلطان كان نازلا على بابها، فرأيت الأديب الأبيوردىّ راجعا من العسكر، فقلت له: من أين؟ فأنشد ارتجالا:

ركبت طرفى [١] فأذرى دمعه أسفا ... عند انصرافى منهم مضمر الياس

وقال حتّام تؤذينى فإن سنحت ... حوائج لك فاركبنى إلى الناس

وشعره كثير [٢]، قد فنّنه فنونا على البلاد؛ فمنه العراقيات [٣]، ومنه النجديّات [٤] إلى غير ذلك [٤].


[١] الطرف: الكريم من الخيل.
[٢] من ديوانه نسخ مخطوطة متعدّدة بذار الكتب المصرية. وطبع بالمطبعة العثمانية فى لبنان سنة ١٢١٧، وبالمطبعة الأنسية ببيروت سنة ١٣٢٧، وطبع جزء منه باسم مقطعات الأبيوردى فى الافتخار وشكوى الزمان وفى الأوصاف والمخاطبات وغير ذلك. كما شرح هذا الجزء الشيخ عمر بن القوام المعروف بالنظام من علماء القرن الثانى عشر، وسماه:
جهد المقل وجهد المستدل، ومنه نسخة خطية بدار الكتب المصرية برقم (٥٢٧ أدب).
[٣] أكثر العراقيات فى مدح المقتدر والمستظهر ووزرائهما، ومنها نسخة فى باريس وأيا صوفيا. وانظر تاريخ آداب اللغة العربية لزيدان ٣: ٢٩.
[٤] ومنه جزء يعرف بالوجديات، ومنه نسخ فى برلين ومنشن وأكسفورد. (زيدان ٣:؟؟؟).

<<  <  ج: ص:  >  >>