للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن بكت قبلى فهاج لى البكا ... بكاها فقلت الفضل للمتقدّم [١]

وقال: وحضر فى يوم من الأيام بنىّ له صغير، فأظهر من الميل إليه والمحبّة له ما يكثر من ذلك، فقال له بعض الحاضرين: أتحبّه أيها الشيخ؟ فقال متمثلا:

أحبّه حبّ الشحيح ماله ... قد كان ذاق الفقر ثم ناله

قال أبو الفتح عبيد الله بن أحمد النحوىّ: إن أبا بكر محمد بن السرىّ السرّاج مات فى يوم الأحد لثلاث بقين من ذى الحجة سنة ست عشرة وثلاثمائة.

وله كتب فى النحو مفيدة، منها كتابه فى أصول النحو، وهو غاية فى الشّرف والفائدة، ومختصره فى أصول العربية، وجمع مقاييسها.

وكان ابن السرّاج أديبا شاعرا عالما. وكان يحبّ أم ولده. وكانت فى القيان، فأنفق عليها ماله. وتهيأ أن قدم المكتفى من الرّقة فى الوقت الذى ولى فيه الخلافة.

قال الأوارجىّ الكاتب: فجلست أنا وابن السراج وأبو القاسم عبد الله بن حمدان الموصلىّ الفقيه فى روشن [٢]، فلما وافى [المكتفى به [٣]] الماء استحسناه.


[١] البيت لعدىّ بن الرقاع العاملى؛ وقبله:
ومما شجانى أننى كنت نائما ... أعلل من فرط الكرى بالتنسم
إلى أن دعت ورقاء فى غصن أيكة ... تردّد مبكاها بحسن الترنم
فلو قبل مبكاها بكيت صبابة ... بسعدى شفيت النفس قبل التندم
ولكن بكت ...
وانظر شرح مقامات الحريرى للشريشى (٢: ١٤).
[٢] الروشن: فارسى معرب؛ ومعناه الفرضة، وهو مرسى المراكب والسفن، وفى الأصل:
«روشن»، وحذف النون فى آخر الكلمة جائز فى الفارسية مثل: «جوارشن» و «جوارش».
[٣] من طبقات الزبيدىّ، وهو المكتفى بالله أبو محمد على بن المعتضد، بويع بالخلافة سنة ٢٨٩.
وتوفى سنة ٢٩٥. الفخرى ص ٢٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>