للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال رئيس الرؤساء [١]: وقد رأيت أشياء كثيرة مما استنكر على أبى عمر ونسب إلى الكذب فيها مدوّنه فى كتب أئمّة أهل العلم، وخاصة فى غريب المصنف لأبى عبيد، أو كما قال.

وقال عبد الواحد بن على بن برهان الأسدىّ أبو القاسم [٢]: لم يتكلّم فى علم اللغة أحد من الأوّلين والآخرين أحسن من كلام أبى عمر الزاهد. قال: وله كتاب غريب الحديث، وصنفه على مسند أحمد بن حنبل، وكان يستحسنه جدا.

قال أبو الفتح عبيد الله بن أحمد [٣] النحوىّ: أنشدنا أبو العباس بن اليشكرىّ فى مجلس أبى عمر محمد بن عبد الواحد اللغوىّ يمدحه:

أبو عمر أوفى من العلم مرتقى ... يزل مساميه ويردى مطاوله [٤]

فلو أننى أقسمت ما كنت كاذبا ... بأن لم ير الراءون بحرا يعادله

هو الشّخت [٥] جسما والفضائل جمّة ... فأعجب بمهزول سمين فضائله [٦]

تضمّن من دون الحناجر زاخرا ... تغيب على من لجّ فيه سواحله

إذا قلت شارفنا أواخر علمه ... تفجّر حتى قلت هذا أوائله


[١] هو أبو القاسم على بن الحسن بن أحمد المعروف بابن مسلمة، استكتبه الخليفة القائم بأمر الله واستوزره، ولقبه رئيس الرؤساء، شرف الوزراء، جمال الورى، وكان عالما بفنون كثيرة. قتله أبو الحارث البساسيرى سنة ٤٥١، فى قصة مشهورة. (انظر تاريخ بغداد ١٢: ٤٩١)، و (النجوم الزاهرة ٥: ٦٤).
[٢] تقدّمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الثانى ص ٢١٣.
[٣] تقدّمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الثانى ص ١٥٢.
[٤] المرتقى: المكان العالى. ومساميه: مفاخره. ومطاوله: مغالبه.
[٥] الشخت: الضامر من غير هزال.
[٦] روايته فى معجم الأدباء:
هو الشخت جسما والسمين فضيلة ... فأعجب بمهزول سمان فضائله

<<  <  ج: ص:  >  >>