للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٠٧٥ - "أَصْدَقُ كلمة قالها الشاعر كلمة لَبِيد أَلا كُلُّ شَيءٍ ما خَلَا اللهَ بَاطِلٌ وكاد أُمَيَّةُ بن أَبِي الصَّلْتِ أن يُسْلِمَ (ق، هـ عن أبي هريرة) " (صح).

(أصدق كلمة قالها الشاعر) فإن قلت: الصدق مطابقة الواقع فكيف يكون فيه أصدقية فإنه إن طابق كان صادقاً وإلا فلا.

قلت: لا خلاف أن أصدق الحديث كلام الله لأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وكلام رسوله بشهادة الله له أنه لا ينطق عن الهوى بخلاف كلام المخلوقين فإنه إنما يحكم له بالصدق باعتبار الظاهر لنا ويجوز أنه في نفس الأمر غير صادق (كلمة لبيد) وهي (ألا كل شيء ما خلا الله باطل) لما وافقت قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص ٨٨] وقوله: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ...} [الرحمن: ٢٦، ٢٦] الآية، كانت أصدق ما قالته العرب من الأشعار لإتيانها بما هو من أصدق المعاني والمراد بالكلمة هذه المصراع المذكور وإن أريد كلها فقد يوصف الشيء بصفة جزئه (ق ٥ عن أبي هريرة) (١).

١٠٧٦ - "أصدق الحديث وأحسن الهدى" حم عن ابن مسعود (صح).

(أصدق الحديث) كتاب الله الذي أنزله أحسن الحديث، سمى الله كتابه حديثاً، وأصدقيته؛ لأنه {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت: ٤٢]، و (وأحسن الهدي) بفتح الهاء وسكون الدال المهملة السمت والطريقة "هدي محمَّد وشر الأمور محدثاتها كما سلف، وكل بدعة ضلالة" تقدم. (حم


= الثقات. انظر الميزان (١/ ٣٦٨) والمجروحين (١/ ١٢٨)، وأورده الغماري في المداوي (١/ ٥٧٩) وقال: هذا حديث فيه تصرف من الراوي في لفظه فرواه بمعناه ... وأصل الحديث بلفظ: الخوارج كلاب أهل النار، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٨٨٥) والسلسلة الضعيفة (٢٧٩٢).
(١) أخرجه البخاري (٣٨٤١)، ومسلم (٢٢٥٦)، وابن ماجه (٣٧٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>