للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: وقد صار حقيقة عرفية إذا اقترن بلفظ اعتق ونحوه (أغلاها) بالمهملة والمعجمة (ثمنًا) في القاموس (١): الثمن محركة ما يستحق به الشيء، فمن كان يريد الشراء بألف لرقاب كبيرة فوجد واحدة نفيسة بألف فهي أولى إفادة الحديث، وقال الشارح بخلافه (وأنفسها عند أهلها) أعجبها إليهم وأحبها لأن موقع ما يعطيه العبد لله باعتبار موقعه في قلبه كما قال الله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: ٩٢] وقال: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ} [الإنسان: ٨] وقد ذم الله تعالى من يعطي ما لا يحبه {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ} [النحل: ٦٢] {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [البقرة: ٢٦٧] والظاهر أن غير الرقبة مثلها (حم ق ن ٥ عن أبي ذر حم طب عن أبي أمامة) (٢).

(أفضل الساعات) أكثرها أجرًا لمن يأتي الطاعات فيها (جوف الليل الآخر) في النهاية (٣) أنه ثلثه الآخر وهو الجزء الخامس من أسداس الليل (طب عن عمرو بن عنبسة) بالمهملتين مفتوحتين بينهما موحدة (٤).

١٢٥١ - "أفضل الشهداء من سفك دمه وعقر جواده (طب عن أبي أمامة) ".

(أفضل الشهداء) [١/ ٣٦٤] أكثرهم أجرًا (من سفك دمه) مغير صيغه وكذلك (وعقر جواده) تقدم الكلام عليه في أشرف الجهاد والجواد الفرس


(١) القاموس (ص: ١٥٢٩).
(٢) حديث أبى ذر: أخرجه أحمد (٥/ ١٧١)، والبخاري (رقم ٢٣٨٢)، ومسلم (رقم ٨٤)، والنسائي في الكبرى (رقم ٤٨٩٤)، وابن ماجه (رقم ٢٥٢٣)، وابن حبان (رقم ٤٥٩٦). وأخرجه أيضًا: البخاري (رقم ٢٣٨٢)، ومسلم (رقم ٨٤)، وابن خزيمة (رقم ٢٩١٠)، وأبو عوانة (رقم ١٧٨)، والبيهقي (٦/ ٢٧٣). حديث أبى أمامة: أخرجه أحمد (٥/ ٢٦٥)، والطبراني (٨/ ٢١٧) رقم (٧٨٧١)، قال الهيثمي (١/ ١٥٩): مداره على عليّ بن يزيد، وهو ضعيف. وصححه الألباني في صحيح الجامع (١١٠٦) والسلسلة الصحيحة (٥٥١).
(٣) النهاية (١/ ٣١٦).
(٤) أخرجه الطبراني في الدعاء (١٢٨)، وفي المعجم الأوسط (٦٩٦٤)، بلفظ: أي الليل خير الدعاء؟ وأخرجه أحمد (٤/ ٣٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>