للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣٥٤ - "أَقِلُّوا الدخولَ على الأغنياء فإنه أحرى أن لا تزدروا نعمة الله -عز وجل- (هب) عن عبد الله بن الشخير" (صح).

(أقلوا الدخول على الأغنياء) خطاب للفقراء (فإنه أحرى) أحذر وأخلق وأحق (أن لا تزدروا) بالزاي والدال المهملة فالراء وهو الاستحقار (نعم الله -عز وجل-) التي أنعم بها عليكم فيفيد أنه لا يدخل الفقير على الغني ولا الغني على الأغنياء والغني على مثله لأنه إذا رأى منعمًا عليه مثله استحقر ما هو فيه، وقال: لست مخصوصًا بالإنعام للعلة المذكورة وذلك أن الدخول على الأغنياء يتولد منه استحقار من ليس له ما لهم من النعيم لما هو فيه فيقل شكره ويضيق صدره [١/ ٣٨٧] بتوسع غيره وانتقاص الدنيا عنه وهذا من سد الذرائع ولذا نهى عن مد العين إلى ما متع به أزواج من زهرة الحياة الدنيا وكذا أمر - صلى الله عليه وسلم - بمجالسة الفقراء والمساكين (هب عن عبد الله بن الشخير) (١) رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم وأقره الذهبي، وقال الشارح: فيه جابر بن يزيد قال أبو زرعة: لا أعرفه.

١٣٥٥ - "أقلى من المعاذير (فر) عن عائشة".

(أقلى من المعاذير) وهو ما يتوصل به إلى محو الإساءة فالأمر بالإقلال منها أمر بأن لا يأتي الذنب فلا يعتذر تعبيرًا بالمسبب عن السبب ويحتمل أن يراد الحقيقة وأنه لا يكرر الاعتذار عند الجناية بل يكفي اعتذار واحد كما يقال تكرير


(١) أخرجه الحاكم (٤/ ٣١٢) وقال صحيح الإسناد وأقره الذهبي والبيهقي في شعب الإيمان من طريق الحسن بن سفيان (١٠٢٨٧). وأخرجه أيضًا ابن عدي في الكامل (٥/ ٧٦) والعقيلي في الضعفاء (٣/ ٣٢٧) في ترجمة عمار بن زربي أبي المعتمر الضرير. قال فيه العقيلي الغالب على حديثه الوهم ولا يعرف إلا به، وقال الذهبي في الميزان (٥/ ١٩٩) وقد سمع من عمار بن زربى عبدان الأهوازي، وتركه ورماه بالكذب. قال المناوي (٢/ ٧٣): أخرجه الحاكم وصححه وأقره الذهبي، لكن جابر بن يزيد أحد رجاله قال أبو زرعة: لا أعرفه.
وقال الألباني في ضعيف الجامع (١٠٨٠) والسلسلة الضعيفة (٢٨٦٨) ضعيف جدًّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>