للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كل جمعة فمن كان أكثرهم علىَّ صلاةً كان أقربهم مني منزلة (هب عن أبي أمامة) ".

(أكثروا من الصلاة علي في كل يوم جمعة) ولعل حد الإكثار ذكره في ذلك اليوم أكثر من كل ذكر (فإن صلاة أمتي تعرض علي) أي صلاة كل فرد كما أفاده الحديث الأول (في كل يوم جمعة) ومفهومه لا في غيره إلا أن مفهومه لا يقاوم منطوق حديث عمار وحديث أبي هريرة الآتي في حرف الميم بلفظ: "ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام"، إلا أنه قد يقال فأي مزية بقيت ليوم الجمعة حيث صار كغيره من الأيام في إبلاغَ الصلاة عليه فيه؟، فيجاب بأن مزية الجمعة أنها تبلغ إليه الصلاة فيها في حين الفراغ من قولها كما قال حين تفرغ منها غضة طرية وفي غيره في الأيام تبلغ إليه في يومها لا في حينها وساعتها وفيه يتأمل إذ يقال أنه لم يذكر الإبلاغ في يوم الجمعة لمزيد مزية لها بل لبيان شرف ذلك اليوم على غيره من الأيام لأنه ينبغي للعباد أن يعظموا فيه من نالوا من كل خير بواسطته ويكون [١/ ٤٠١] قوله فإن صلاتكم تعرض علي ليس لتخصيص يوم الجمعة بذلك بل إفادة بعرضها عليه كعرضها في غيره (فمن كان أكثرهم علي صلاة) في الدنيا (كان أقربهم مني منزلة) في الآخرة (هب عن أبي أمامة) قال الشارح: رجاله ثقات لكن فيه انقطاع (١).

١٣٩٩ - "أكثروا علىَّ الصلاةَ في يوم الجمعة وليلة الجمعة فمن فعل ذلك كنت له شهيدا أو شافعا يوم القيامة (هب عن أنس) ".

(أكثروا من الصلاة علي في يوم الجمعة) قدمه هنا لأنه أشرف من ليلته وقدمها في الأول لأنها الأقدم وجودًا (وليلة الجمعة فمن فعل ذلك كنت له


(١) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٢٤٩). وأخرجه أيضًا: في شعب الإيمان (٣٠٣٢) والديلمي (٢٥٠). قال المنذري (٢/ ٣٢٨): رواه البيهقي بإسناد حسن إلا أن مكحولًا قيل: لم يسمع من أبي أمامة. وقال المناوي (٢/ ٨٧): أعله الذهبي في المهذب بأن مكحولًا لم يلق أبا أمامة فهو منقطع. وقال العجلوني (١/ ١٩٠): رواه البيهقي بإسناد جيد عن أبي أمامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>