للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النداء منه إلا مع إبدال الميمين منه في آخره وذلك لأنّ حق ما فيه الألف واللام أن يتوصل إليه بأي أو بحرف الإشارة فلما حذفت الوصلة مع هذه اللفظة لكثرة ندائها لم يحذف الحرف لئلا يكون إجحافًا قاله نجم الدين في شرح الكافية (لا عيش إلا عيش الآخرة) وهذا كان يقوله - صلى الله عليه وسلم - في مواطن منها عند عمارة مسجده بالمدينة فإنه كان ينقل الحجارة بيده الشريفة ويقوله، وتمامه: "فاغفر للأنصار والمهاجرة".

والعيش الحياة أي لا حياة إلا حياة الآخرة كما قال تعالى: {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} [العنكبوت: ٦٤]، وهذا الإخبار توصل إلى الدعاء بالمغفرة للأنصار والمهاجرين كأنه يقول: أنا في هذا العيش الذي ليس بعيش حقيقة فإنه لا حياة إلا الحياة الآخرة فاغفر للمذكورين لمحبتهم الحياة الآخرة الطيبة (حم ق٣ عن أنس حم ق عن سهل بن سعد) (١).

١٤٤٣ - "اللَّهم اجعل رزق آل محمَّد قوتًا (م ت ٥ عن أبي هريرة) " (صح).

(اللَّهم اجعل رزق آل محمَّد في الدنيا قوتًا) [قال النووي (٢): هو ما يسد الرمق، وقال القرطبي: هو ما يقوتهم ويكفيهم بحيث لا يشوشهم الجهد ولا ترهقهم الفاقة ولا تذلهم المسألة والحاجة ولا يكون في ذلك أيضًا ولا فضول فيخرج إلى السرف والتبسط في الدنيا والركون إليها والله أعلم. في القاموس: الرزق ما ينتفع به، وفي النهاية (٣): القوت قدر ما يمسك الرمق من المطعم وهذا الدعاء صيانة لآله من الدنيا فإن السعة فيها لا تأتي إلا بالطغيان في الغالب {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ} [الشورى: ٢٧] وقد ظهرت إجابة دعائه


(١) حديث سهل بن سعد: أخرجه أحمد (٥/ ٣٣٢)، والبخاري (٦٠٥١)، ومسلم (١٨٠٤). وأخرجه أيضًا: الترمذي (٣٨٥٦) وقال: حسن صحيح غريب.
(٢) انظر: المنهاج شرح صحيح مسلم للنووي (٣/ ١٣٧).
(٣) النهاية (٤/ ١١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>