غاب في القلب من الاعتقادات الفاسدة والظنون السيئة والعزوم الضالة (والشهادة) فيما شهده الناس من الأعمال الصالحة التي يتطرق إليها الرياء ونحوه، فإذا خشيتك فيها طهرت أعمالي عما يشوبها من المبطلات له (وأسألك كلمة الإخلاص) في رواية كلمة الحق (في الرضا) حال كوني راضبًا (والغضب) مثله والمراد في الحالين معًا فمن الناس من يخرجه غضبه عن الحق وهو يعم كونه هو الغاضب والراضي أو كونه مغضوبا عليه ومرضيا عنه (وأسألك القصد) هو التوسط في الأمور والمراد هنا في النفقة لقوله (في الفقر والغنى وأسألك نعيمًا لا ينفد) لا ينقطع وهو نعيم الجنة (وأسألك قرة عين لا تنقطع) ما تقر به عيني من أمور الدنيا والدين (وأسألك الرضا بالقضاء) في رواية: بعد القضاء وعليها كلام ابن القيم أي بما قضيته لي فأتلقاه بصدر مشرح (وأسألك برد العيش بعد الموت) كناية عن طيب ما بعد الموت (وأسألك لذة النظر إلى وجهك) ولا يتم على التأويل وعلى غيره إلا للأبرار فهو سؤال أن يجعله منهم (والشوق إلى لقاءك) مقيدا بقوله (في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة) فإنه قد يشتاق إلى لقائه تعالى فيهما ولكنه ليس شوقا إليه تعالى مجردًا عن العوارض الموجبة لمحبة فراق الدنيا (اللَّهم زينا بزينة الإيمان) في القلوب (واجعلنا هداة) لغيرنا لننال أجر الهادين للأنام (مهديين) في أنفسنا. وأعلم أنه قد تكلم ابن القيم على هذا الحديث في الإغاثة (١) فقال: جمع في هذا الحديث الجليل القدر بين أطيب شيء في الدنيا وهو الشوق إلى لقاء الله وأطيب شيء في الآخرة وهو النظر إلى وجهه سبحانه ولما كان كمال ذلك وتمامه موقوفًا على عدم ما يضر في