للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١/ ٤٤٢] فاعلها إليه تعالى قال الكرماني (١) إن كان مستحقاً لما ذكر لم يكن له قربة وأجيب بأن المراد غير المستحق له بدليل الروايات الأُخر الدالة عليه انتهى.

قلت: أو كان ذلك أيضاً في حال الغضب كما يدل للأمرين روايات من جملة الروايات ما أخرجه مسلم وفيه: "فإنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر وأرضى كما يرضى البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهوراً" الحديث، ويأتي في هذا الحرف (ق عن أبي هريرة) (٢).

١٥٥٢ - "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر وفتنة الدجال، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع وصلاة لا تنفع ومن دعوة لا يستجاب لها (حم وعبد بن حميد م ن زيد عن بن أرقم) (صح).

(اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر وفتنة الدجال) تقدم كل ما ذكر (اللهم آت نفسي تقواها) دينها ويسرها لفعل ما يقها العذاب (وزكها) التزكية جعل الشيء زاكياً إما في ذاته أو في الاعتقاد والخبر عنه كما يقال عدلته وفسقته إذا جعلته كذلك في الخارج أو في الاعتقاد والخبر عنه بقوله تعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} [النجم: ٣٢] مراد به لا تخبروا بزكاتها قائلين نحن أتقياء ونحوه وأما قوله: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} [الشمس: ٩] فهو مطابق للدعاء فإن المراد من زكى الله نفسه فهو الفاعل له تعالى فالآية إخبار بأن المفلح من زكى الله نفسه، وهذا الحديث سؤال أن يزكي الله نفس الداعي


(١) المصدر السابق.
(٢) أخرجه أحمد (٢/ ٣١٦)، والبخاري (٦٠٠٠)، ومسلم (٢٦٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>