للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

به وهذا هو الحق في معنى الآية، فالله تعالى هو المزكي والعبد هو المتزكى وما جاء من الآيات التي فيها إسناد التزكية إلى العبد وإضافتها إليه مثل {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} {فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى} [النازعات: ١٨] فالمراد أفلح من قبل تزكية الله له وهل لك إلى قبول تزكية الله إياك بالإيمان فالرب فاعل التزكية والعبد مطاوع (أنت وليها) سلطانها والمتصرف فيها (ومولاها) مالك أمرها فلك عليها الولايتان ولاية السلطان وولاية الملك (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع) بأن لا يكون نافعاً في نفسه كعلم النجوم والكهانة وكل ما لا ينفع في الآخرة أو يكون نافعاً لكن لا ينتفع به صاحبه (ومن قلب لا يخشع) عند التذكير فإنه ليس بقلب مؤمن (ومن نفس لا تشبع) من الدنيا وحطامها (ومن دعوة لا يستجاب لها) هو كلفظ ومن دعاء لا يسمع (حم وعبد بن حميد م ن عن زيد بن أرقم) (١).

١٥٥٣ - "اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت (ق عن أبي موسى) (٢) (صح).

(اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي) قال النووي (٣): قال ذلك تواضعاً، وقيل: أراد ما كان سهو وقيل: ما كان قبل النبوة وإلا فإنه مغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فدعاؤه بهذا تواضعًا ولأن الدعاء عباده, قال العيني (٤): قلت: هو إرشاد لأمته وتعليم


(١) أخرجه أحمد (٤/ ٣٧١) , وعبد بن حميد (٢٦٧) , ومسلم (٢٧٢٢) والنسائي (٨/ ٢٦٠).
(٢) أخرجه البخاري (٦٣٩٩) ومسلم (٢٧١٩).
(٣) شرح مسلم (١٧/ ٤٠).
(٤) انظر: عمدة القاري للعيني (٢٣/ ٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>