للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(التمسوا ليلة القدر) في النهاية (١) هي الليلة التي تقدر فيها الأرزاق وتقضى والحث على التماسها لما فيها من الفضل الذي نوه الله به في قوله: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: ٣] وسبب منته تعالى بها على الأمة ما في سبب نزولها كما في كتب التفسير أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر رجلاً من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر فتعجب المؤمنون من ذلك وتقاصرت إليهم أعمالهم فأعطوا ليلة هي خير من مدة ذلك المغازي، وقيل غير ذلك، ولما أعطوها أنسي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمانها المعين كما أخرج ابن أبي شيبة (٢) من حديث أبي سعيد قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني أريت ليلة القدر فأنسيتها -أو نسيتها- فالتمسوها في العشر الأواخر الوتر" الحديث ولهذا قال (في أربع وعشرين) وقد تعددت الأحاديث في زمن تعيينها فروي في سبع وعشرين في العشر الأواخر في الخامسة أو الثالثة في سابعة وتاسعة أخر ليلة في وتر في أحد وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين كل هذه روايات في الجامع هذا وفي الكبير. قال بعض العلماء: الظاهر أنهما تنتقل في العشر الأواخر قال: فإننا قد رأينا علاماتها اختلفت تجدها سنة في هذه وسنة في تلك قال: والذي أظنه أنه لما أراد الله تعالى لهم الخير بعموم اهتمامهم بها في تطلبها ليكثروا من الخير وأخفاها, لذلك جاءت أحاديث الحث عليها والحوم حولها موافقة لذلك ولذا يراها أو غالبها إنما يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "التمسوها في كذا وتحروها" وذكر الوتر تارة باعتبار ما مضى وأخرى باعتبار ما بقي وصار الصحابة يخبر كل منهم باعتبار ما فهم، ولجزم قوم وتردد آخرون (محمد بن


(١) النهاية (٤/ ٢٢).
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة (٩٥٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>