له باب إلى الجنة وإذا دفن العبد الفاجر أو الكافر قال له القبر: لا مرحباً ولا أهلاً أما إن كنت لأبغض من يمشي على ظهري إلى فإذ وليتك اليوم فسترى صنيعي بك فيلتئم عليه حتى يلتقي عليه وتختلف أضلاعه ويقيض له سبعون تنيناً لو أن واحداً منها نفخ في الأرض ما أنبتت شيئاً ما بقيت الدنيا فينهشنه ويخدشنه حتى يفضي به إلى الحساب إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار (ت) عن أبي سعيد".
(أما إنكم لو أكثرتم ذكر هاذم اللذات) تقدم ضبطه بالمهملة والمعجمة (لشغلكم عما أرى) من الاشتغال بما لا يعود نفعه (الموت) بدل من هاذم اللذات فصل بينه وبين ما أبدل منه وهو جائز، فأكثروا ذكر هازم اللذات الموت ذكر استعداد له (فإنه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه) أي قبر كل إنسان على انفراده وظاهره أنه كلام حقيقي ولا مانع منه، وقد حمله المتكلمون على المجاز. قالوا: لأنه لو كان حقيقة يلزم منه تجويز ما المعلوم خلافه كتجويز يا هذه الصخرة خطيبًا بلغيًا وعالمًا عاملاً وهذا الإنكار منهم لا وجه له وقد أخبر الصادق عن هذه الأشياء بما (يسند إلى العقلاء) فيجب تصديقه وإبقاؤها على ظاهرها والتجويز لا يدفع ذلك وقد أشبعنا الكلام على هذا في كتابنا إيقاظ الفكرة.
(أنا بيت الغربة وأنا بيت الوحدة) الذي يكون ساكني عن تنافيه وحيدًا لا أهل له ولا مال ولا صاحب ولا صديق (أنا بيت التراب) لا يكون فراش من يدخلني فجميع ما يحف به إلا التراب (وأنا بيت الدود) الذي يصير ساكني فيه دوداً.
فإن قلت: هذا الذي يقوله القبر من الكلام أي فائدة فيه ونحن لا نسمعه حتى يكون فائدته الاعتبار والإيقاظ؟.