للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يكون إلا في فعل المعروف (فيلتئم عليه حتى تلتقي عليه ويختلف) يتنازعان في قوله (أضلاعه) فهي الملتقية والمختلفة تلتقي الأضلاع التي في الجانب الأيمن بالأضلاع التي في الجانب الأيسر ثم تختلف فتصير كل واحدة مكان الآخر أو تلتقي ثم تختلف بأن تعود كل واحدة من الجهتين مكانها وهذه هي ضغطة القبر (١) وقد سكت عنها في حق المؤمن، وذكرت في حق الفاجر ولكن دلت الأحاديث الآخر أنه لا ينجو منها المؤمن كما أفاده حديث المسند (٢) عن حذيفة قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في جنازة فلما انتهينا إلى القبر قعد على ساقيه فجعل يردد بصره فيه ثم قال: يضغط المؤمن فيه ضغطة تزول منها حمائله ويملأ على الكافر ناراً فالحمائل عروق الأنثيين وفي المسند (٣) أيضًا من حديث جابر قال: خرجنا مع رسول - صلى الله عليه وسلم - إلى سعد بن معاذ حين توفي فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووضع في قبره وسوي عليه التراب سبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسبحنا طويلاً ثم كبر فكبرنا فقيل: يا رسول الله لم سبحت ثم كبرت فقال: لقد تضايق على هذا العبد الصالح قبره حتى فرج الله عنه، فهذه دالة على ثبوتها في حق المؤمن والسكوت هنا في حديث الكتاب لا يقاوم ما ذكر، فيحتمل أن هذه التي للفاجر أشد من التي تكون في حق المؤمن فذكرت هذه وتركت تلك لأنها لا تستحق الذكر بالنظر إلى هذه فلذا أهملت ويحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم - قد سأل الله تعالى أن يخفف عن المؤمن تلك الضغطة التي اتفقت لسعد واستجيب له وأن هذا الحديث [١/ ٤٥٣] متأخر من تلك الروايتين وهذا بعيد.

وأخرج الطبراني (٤) عن أنس قال: توفيت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه- وسلم فخرجنا


(١) وضع في الحاشية عنوان: "مطلب في ضغطة القبر".
(٢) أخرجه أحمد (٥/ ٤٠٧).
(٣) أخرجه أحمد (٣/ ٢٦٠).
(٤) أخرجه الطبراني في الكبير (٢٢/ ٤٣٣ رقم ١٠٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>