للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٩٥٨ - "إن الخصلة الصالحة تكون في الرجل، فيصلح الله له بها عمله كله وطهور الرجل لصلاته يكفر الله به ذنوبه، وتبقي صلاته له نافلة". (ع طس هب) عن أنس (ح).

(إن الخصلة الصالحة) يحتمل أنه يريد بها خصلة معينة لحسن الخلق أو السماحة أو الصبر أو أي خلة من الخلال الشريفة ويحتمل أنها أمر مبهم في نفسه وأنها تفاوت بتفاوت الأشخاص فيكون خصلة هذا التي لها هذا الشأن حسن الخلق وخصلة هذا الشجاعة مثلاً. (تكون في الرجل فيصلح الله له بها عمله كله) تدعوه إلى صلاح أعماله أو تتلاشي قبائحه بسببها. (وطهور الرجل) مبتدأ وهو بضم الطاء اسم لفعل الطهارة وأما بفتحها فهو الماء وهو غير مراد هنا. (لصلاته) لأجلها. (يكفر الله به ذنوبه) هو الخبر وهو ظاهر في تكفير الصغائر والكبائر وهذا كالتمثيل للخصلة الصالحة لأنه إذا كان هذا فعلًا واحداً كفرت به الخطايا فلا استغراب أن تصلح الأعمال بخصلة خيرٍ بل هذا الفعل قد أصلح القبائح بسترها. (وتبقى صلاته) التي توضأ لها. (نافلة) زيادةً له لا يقابلها شر من سيئاته.

إن قلت: حديث ابن عمر الآتي: "إن العبد إذا قام يصلي أتى بذنوبه كلها فوضعت على رأسه وعاتقه كلما ركع أو سجد تساقطت" (١) يشعر بأن التكفير بالصلاة الإيقاع والمساقطة بأفعالها من الركوع والسجود.

قلت: المراد أنها كفرت بالوضوء، ونفس سقوطها عنه يكون في خلال صلاته ووجهه أن الوضوء ليس مقصودا لذاته بل هو شرط لغيره فإذا أوقع المشروط به تحقق له الإثابة بفعله. (ع طس هب) (٢) عن أنس) وإسناده حسن


(١) أخرجه البيهقي في السنن (٣/ ١٠)، والطبراني في الشاميين (٤٨٦)، وابن حبان (١٧٣٤).
(٢) أخرجه أبو يعلى (٣٢٩٧)، والطبراني في الأوسط (٢٠٠٦، ٧١٠٢)، والبيهقي في الشعب=

<<  <  ج: ص:  >  >>