١٩٦٥ - "إن الرجل ليعمل عمل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة). (ق) عن سهل بن سعد زاد (خ) "وإنما الأعمال بخواتيمها" (صح).
(إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس) فيما يظهر لهم من أعماله من "بد" المنقوص لا المهموز هذا ولا يعارض ما سلف في "إذاً" "إن من أثنى عليه خيراً فهو من أهل الخير ومن ذكر بالشر فهو من أهل الشر" لأنه يحتمل أن هذا لا يثنى عليه بخير أو شر هذا بالنظر إلى الخاتمة كما أفادته رواية البخاري: "إنما الأعمال بخواتيمها" وكما يصرح به الحديث الثاني وأما الثناء عليه بخير أو شر فالمراد في تلك الحال يحكم له بالخيرية والشرية لا باعتبار الخاتمة ويزكونه في الدنيا ويجرحونه بما يظهر من أعماله أو أنه تعالى لا يطلق الألسنة بإحسان إنسان ولا إساءته إلا إذا علم أن عاقبته إلى الخير أو الشر وهذا هو الأقرب، ويحتمل أن المراد من أثنوا عليه يعتقونه كما يرشد إليه الحديث: "إذا صلوا على الجنازة فأثنوا خيراً يقول الرب: أجزت شهادتكم". (وهو من أهل النار) جملة حالية من ضمير يعمل. (وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة) يختم له بعمل أهل الجنة وهذا لا يكون إلا فيمن عمل خيراً ظاهراً مع فساد نية وخبث طوية وإلا فالأعمال الصالحة سبب لزيادة الهدى والتوفيق وكذلك الذي ختم له بعمل أهل الجنة وكان يظهر منه عمل أهل النار إنما يوفق لخصال خير كانت فيه وإلا فالسيئات تدعوا بعضها بعضاً. (ق)(١) عن سهل بن سعد) اتفق الشيخان على هذا اللفظ زاد (خ) "وإنما الأعمال بخواتيمها") أي معتبرة بها ومنظور إليها باعتبارها فمن ختم له بخير فهو من أهل الخير ومن ختم له بشر فهو من أهله ولا نظر إلى ما سلف.