للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له" (١). ومنها الظلم كما ذكر عبد الله بن أحمد في كتاب الزهد "أنه أصاب بني إسرائيل بلاءً فخرجوا مخرجًا فأوحى الله عَزَّ وَجَلَّ إلى نبيهم أن أخبرهم أتخرجون إلى الصعيد بأبدان نجسة وترفعون إلي أكفًا قد سفكتم بها الدماء وملأتم بيوتكم من الحرام الآن حين اشتد غضبي عليكم ولم تزدادوا مني إلا بعدًا" (٢). ومنها أن يستعجل العبد ويستبطئ الإجابة فيتحسر ويدع الدعاء وما هو إلا بمثابة من يزرع زرعًا أو يغرس غرسًا فجعل يتعاهده ويسقيه فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله كما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة عنه - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزال يستجاب لأحدكم ما لم يعجل" قالوا: يا رسول الله وما الاستعجال؟ قال: (يقول: قد دعوت فلم أر يستجاب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء) (٣) فإذا عرفت هذا فإن الدعاء إذا وافق وقتًا من أوقات الإجابة وهي ثلث الليل الآخر وعند الأذان وبين الآذان والإقامة، وفي أدبار الصلوات المكتوبات وعند صعود الإِمام يوم الجمعة على المنبر حتى يقضي الصلاة وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم وثمة ساعات أخر ورد بها النص كعند نزول الغيث وعند ملاقاة الأعداء في الجهاد وعند ختم القرآن، وغير ذلك ووافق خشوعًا من القلب وانكسارًا بين يدي الرب وذلاً وتضرعًا ورقة واستقبال القبلة وكون الداعي على طهارة ورفع يديه وبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم ثنى بالصلاة على رسوله - صلى الله عليه وسلم - مقدمًا للتوبة والاستغفار متوسلاً إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته وتوحيده متحريًا الأدعية التي ورد بها الأثر كما في الدعاء الذي فيه اسمه الأعظم وقد


(١) أخرجه مسلم (١٠١٥).
(٢) أخرجه أبو داود في كتاب الزهد (١٣)، والبيهقي في الشعب (١١٥٧).
(٣) أخرجه البخاري (٦٣٤٠)، ومسلم (٢٧٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>