للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يدعى ويسمى، وهو بضم الجيم وهاء مفتوحة فمثناة تحتية ساكنة بعدها نون (فيقول أهل الجنة) السابقون بالنزول فيها (عند جهينة الخبر اليقين) يحتمل أن المراد عنه أهل النار، ويدل له رواية الخطيب: آخر من يدخل الجنة رجل من جهينة الخبر اليقين سلوه هل بقي أحد من الخلائق يعذب؟ فيقول: لا، ومثله للدارقطني وهكذا أورده عنه المصنف في الكبير (١) [ص:١٣]. ثم قال: قال الدارقطني: باطل، وأقره عليه، ويحتمل أن المراد عنه أهل المحشر وأنه يقول له ذلك من تقدم دخوله الجنة.

واعلم أن هذا اللفظ من الأمثال تضرب فيمن يترقب عنه خبر مستغرب وسببه أنه خرج رجلان من العرب أحدهما من جهينة يقال له الأخنس، والآخر من كلاب يقال له حصين فنزلا منزلاً، فقتل الجهيني خبيره، وأخذ ماله، وكانت أخته تبكيه في المواسم، فقال الأخنس: تسأل عن حصين كل حي وعند جهينة الخبر اليقين، فصار مثلاً قال المعري (٢):

طلبت يقينًا يا جهينة عنهُم ... ولن تخبريني يا جُهين سوَى ظني

ومن الغرائب اتفاقه لمن يقال له في الآخرة ذلك، وفيه: أن أهل الجنة يسألون عن أهل النار كما أنهم ينادونهم ويتحاورون، وقد ذكر الله ذلك في القرآن كثيراً (خط في رواة مالك) أي في كتاب أسماء من روى عن مالك (عن ابن عمر) (٣) أخرجه من وجهين وسكت عليه المصنف وهو ضعيف، ورواه


(١) انظر: الجامع الكبير (١/ ٢).
(٢) أبو العلاء المعري أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري (٣٦٣ - ٤٤٩).
انظر: لسان الميزان (٧/ ٨٣)، وانظر أيضاً: مجمع الأمثال للميداني (٢/ ٣١٩).
(٣) أخرجه الدارقطني في غرائب مالك كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح (١١/ ٤٥٩)، من طريق عبد الملك بن الحكم وهو واه عن مالك عن نافع عن ابن عمر، وأورده محمد بن المظفر في غرائب مالك (ص ١٦١ رقم ١٨٦)، وأورده في اللسان (٢/ ٩٣)، وقال: قال الدارقطني: باطلٌ، وجامع بن سوادة ضعيف كذلك، وأورده الذهبي في الميزان (٨/ ١٥١) في ترجمة عبد الملك بن=

<<  <  ج: ص:  >  >>