للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إلا أنه شهد له ما رواه البيهقي في (الشعب) (١) عن أبي مسعود المذكور ولفظه: (أن آخر ما بقي من النبوة الأولى) إلى آخر ما هنا، بل رواه البخاري (٢) عن أبي مسعود أيضًا بلفظ إن آخر ما أدرك الناس. آخره.

٧ - " آخر ما تكلم به إبراهيم حين ألقي في النار "حسبي الله ونعم الوكيل" (خط) عن أبي هريرة، وقال: غريب. والمحفوظ عن ابن عباس موقوفاً".

(آخر ما تكلَّم به إبراهيم) خليل الله (حين ألقي في النار) التي أعدها له نمرود وقومه؛ ليحرقوه ورموه في المنجنيق (حسبي الله) كافيني عن ناركم وغيرها (ونعم الوكيل) الموكول إليه، والحسب الكافي، والوكيل الكفيل، بأرزاق العباد، وحقيقته أنه المستقل بأمور الموكول إليه، قاله في (النهاية) (٣)، وحذف مخصوص نعم، وهو يحذف كثيراً، وما قيل أنه من عطف الإنشاء على الأخبار، ففيه أجوبة كثيرة، أقربها: أن التقدير وهو نعم الوكيل على أنها جملة اسمية خبرية، حذف صدرها، فهو من عطف الأخبار على الأخبار، وهاتان الكلمتان هما كلمتا التفويض إلى من بيده كل خير، وهما اللتان قالهما المؤمنون حين قيل لهم: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} [آل عمران: ١٧٣]، ثم أخبر الله تعالى أنهم انقلبوا بنعمة من الله وفضل، كما انقلب الخليل بنعمة من الله وفضل سالمًا من نار عدوه، فهو إرشاد منه صلى الله عليه وسلم إلى أنه بقولهما من وقع في مهم من الأمور كما قالها الخليل: (خط (٤) عن أبي هريرة، وقال الخطيب: غريب) الغريب في عرف المحدثين: ما تفرد به من يجمع حديثه لعدالته وضبطه كحديث الزهري إذا انفرد، وقسموه إلى صحيح وغير صحيح (والمحفوظ عن ابن عباس) هو حيث


(١) أخرجه البيهقي في الشعب (٧٧٣٦).
(٢) أخرجه البخاري (٣٤٨٤).
(٣) النهاية (٥/ ٢٢٠).
(٤) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (٩/ ١١٨). وانظر: زوائد تاريخ بغداد (٦/ ٦٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>