للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فموحدة تستهلكه وإضافته إليها لإفادة ما قسم لها وقدر. (فأجملوا) بالجيم (في الطلب) للرزق والإجمال عدم الله والإلحاح. (ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق) مصدر أضيف إلى مفعوله أي استبطاؤه الرزق وهو فاعل يحملن (أن يطلبه بمعصيته) هو ثاني مفعولي يحملن والأول أحدكم. (فإن الله تعالى لا ينال ما عنده) ما لديه مكتوب من الرزق. (إلا بطاعته) وإن كان قد ينال العبد الحرام بالمعصية، كالسارق مثلًا، لكن المراد بما عنده ما كتب له من رزقه الحلال، وفيه مأخذ أنه: لا يقال للحرام رزق. واعلم أن الإلقاء في الروع أحد مراتب الوحي السبع كما عدها ابن القيم (١) في أوائل الهدي، وعدها المصنف في الإتقان خمس مراتب ولعل النفث في الروع منها. (حل) (٢) عن أبي أمامة) وفيه انقطاع.

٢٢٦٨ - "إن أرواح المؤمنين تلتقي على مسيرة يوم وليلة، ما رأى واحد منها وجه صاحبه". (خد طب) عن ابن عمر.

(إن أرواح المؤمنين تلتقي) يلتقي كل واحد الآخر. (على مسيرة يوم وليلة) ولا ينافيه أنها قد تلتقي على أكثر من تلك المسافة وهذا الالتقاء يحتمل أنه في المنام، وهذه أحد المسائل الثلاث التي سأل عنها عمر عليًا رضي الله عنهما كما أخرجه أبو نعيم في الحلية، والطبراني في الأوسط، والديلمي من حديث ابن عمر قال: قال عمر لعلي بن أبي طالب: يا أبا الحسن ربما شهدت وغبنا وربما شهدنا وغبت إلا إني أسألك عن ثلاث: هل عندك منهن علم قال علي: وما هن؟ قال: الرجل يحب الرجل ولم ير منه خيرًا، والرجل يبغض الرجل ولم ير منه شرًا؟ قال: نعم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الأرواح في الهوى جنود مجندة تلتقي


(١) زاد المعاد (١/ ٧٠).
(٢) أخرجه أبو نعيم في الحلية (١/ ٢٧٠)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢٠٨٥) والصحيحة (٢٨٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>