للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرحيم) إلى آخرها، يجوز أن يكون إخبارًا عن المبتدأ أو أوصافاً.

واعلم أنه: قد ألف في شرح الأسماء الحسنى مؤلفات ولم نقف على شيء منها عند الترقم، وقد سرد ابن الأثير في الجامع والنهاية (١) شرح ألفاظ الكثير منها ونقله الآخذون من كتابه، فقوله: "الرحمن" هو فعلان من رحم والرحمة رقة تقتضي الإنعام على من رق له ولاستحالتها في حقه تعالى، ذهب الجماهير إلى أنها مجاز في إطلاقها عليه تعالى مرادًا به إرادة الإنعام ونفى الضرر، ونازعهم الإِمام محمَّد بن إبراهيم في الإيثار وأطال وأطاب، واختار الحقيقة (الرحيم) فعيل وقد أورد جار الله السؤال بأن: حق الترقي تقديمه على الرحمن؛ لأنه الأبلغ؟ وأجاب: بأنه أردف الرحيم به كالتتمة والرديف ليتناول ما دق من النعم ولطف (٢). (الملك) ذو الملك ومعناه أوضح من أن يشرح. (القدوس) فعول من أبنية المبالغة وقد تفتح قافه، على قلة وهو الطاهر عن العيوب والنقائص. (السلام) أي ذو السلامة من كل نقص وعيب أو المسلم على عباده في الجنة أو المسلم لعباده من المهالك. (المؤمن) أي المصدِّق رسله بالمعجزات وبقوله الصدق أو الذي يؤمن عباده الأبرار من عذابه. (المهيمن) الرقيب المبالغ في المراقبة من: هيمن الطير نشر جناحه على أفراخه صوناً لها، أو الشاهد على كل نفس بما كسبت وقيل أصله: مؤيمن، فقلبت الهمزة هاءًا أي الأمين الصادق. (العزيز) ذو العزة والغلبة. (الجبار) من الجبر وهو: إصلاح الشيء بضرب من القهر، ومعناه الذي جبر خلقه وقهرهم على الأوامر والنواهي ويحتمل الذي يجبر المنكسرة قلوبهم في رضاه برضوانه عليهم وغفرانه لهم ومحبته أياهم. (المتكبر) ذو الكبرياء وهو الملك المتعالى عن صفات الخلق، وقيل: الذي


(١) انظر النهاية (٢/ ٢١٠).
(٢) انظر: الكشاف (١/ ٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>