للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ابن الأثير (١) من أحواله شيئًا، والمصنف رمز بحسن الحديث، وقال الهيثمي: بعد عزوه للطبراني رجاله ثقات.

١٩ - " آمن شعر أمية بن أبي الصلت وكفر قلبه أبو بكر بن الأنباري في المصاحف، (خط) وابن عساكر عن ابن عباس (ض) ".

(آمن شعر أمية بن أبي الصلت) الإيمان: التصديق وهو من أفعال القلب، فإسناده إلى القول مجاز، والمعنى أنه أتى في شعره بما هو إيمان، أي بقول من آمن، وقلبه غير مصدق، وفيه دلالة على أنه لا يعتد بالألفاظ إذا لم تصدر عن الاعتقاد، وأمية تصغير أمة، واسمه: عبد الله بن أبي الصلت بالصاد المهملة، ثقفي جاهلي كان شاعرًا، كان قد تنبأ أوَّل زمانه، وكان أول دهره على الإيمان, ثم زاغ عنه، وهو الذي استنشد النبي صلى الله عليه وسلم شعره من الشريد بن سويد كما في صحيح مسلم من حديث الشريد قال: ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء؟ "فأنشدته بيتًا، قال: "هيه"، ثم أنشدته بيتًا، قال: "هيه" حتى أنشدته مائة بيت، فقال: "إن كاد ليسلم"وفي لفظ: "فلقد كاد ليسلم في شعره" (٢) و (كفر قلبه) لاعتقاده ما ينافي الإيمان من إنكار البعث، وغيره قال في الأغاني: إنه لما أنشد صلى الله عليه وسلم قول أمية:

الحَمْدُ لله مُمسَانَا ومُصْبَحَنا ... بِالخَيْرِ صَبَّحْنَا ربِّي ومَسَّانَا

أَلا نبيّ لنَا مِنَّا فيخبّرنَا ... مَا بَعدَ غَايَتِنَا مِن بعد مَجْرَانَا

بينا يربّينَا آبَاؤُنَا هَلَكُوا ... وَبَيْنمَا نَقْتَنِي الأوْلاد أَفْنَانَا

وَقَدْ عَلِمْنَا لَوْ أنَّ العِلْمَ يَنْفَعُنَا ... أَنَّ سَوْفَ يَلْحَقُ أُخْرَانَا بِأُوْلَانَا


(١) انظر: أسد الغابة لابن الأثير (٤/ ٢١)، وانظر: ترجمة العُرس بن عميرة في تهذيب الكمال (١٩/ ٥٥٢).
(٢) أخرجه مسلم (٢٢٥٥)، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (٨٦٩)، وابن أبي شيبة (٢٦٠١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>