للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

النفاق، كما سيصرح به في الحديث الآتي، أن من كان فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق (إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان) أمانته، وأصله، أأتمن بهمزة مكسورة بعدها ساكنة، قلبت الساكنة ياء؛ لما علم في التصريف، وقد استشكل هذا الحديث على تقدير كون اللام جنسية لا عهدية، وهو أن هذه الخصال قد توجد في المسلم ولا يحكم بكفره بالإجماع، وقد أجيب عنه بأجوبة خمسة ستأتي في شرح حديث: "أربع من كن فيه"، وأحسنها جواب الكرماني أن المراد: وإذا حدَّث في كل أحاديثه كما يدل لإرادة العموم حذف المفعول، وكذا إذا وعد وإذا ائتمن معناه: إذا حدث كل حديث، كذب أو يكون الفعل ينزله منزلة اللازم، أي إذا وجد ماهية التحديث كذب، وارتضاه الحافظ ابن حجر (١) وحسنه، فليس في المسلمين من يتصف بهذا.

قلت: ولابد من تقييد هذا العموم، بأن يراد إذا حدث عن صحة إيمانه وحبه لله ولرسوله، إذ من المعلوم أنه لا بد وأن يجري الصدق على لسانه في شيء من أخبار دنياه، وتضم الثلاث: من قال: آية من نافق فيما روى الحفاظ عن أصدق من ينطق، إذا وعد أخلف، أو ائتمن خان، وإن حدث لا يصدق، (ق ت ن (٢) عن أبي هريرة) وفي الباب أبي بكر وغيره.

٢٦ - " آية بيننا وبين المنافقين شهود العشاء والصبح، لا يستطيعونهما (ص) عن سعيد بن المسيب مرسلاً".

(آية) بتنوين آية، (بيننا وبين المنافقين) علامة فارقة (شهود العشاء والصبح) أي حضور صلاتهما فالشهود مصدر شهد إذا حضر فهو مضاف إلى مفعوله، (لا يستطيعونهما) أي ليس لهم إيمان يحملهم على حضورهما فعبَّر بالمسبب عن


(١) انظر: فتح الباري (١/ ٩٠).
(٢) أخرجه البخاري (٣٣)، ومسلم (٥٩)، والترمذي (٢٦٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>