للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إيمانه، إذ لا يحبون إلا المؤمنين، والأول أقرب لما يأتي من التوصية بالأنصار، وتحري الوجهان في قوله: (وآية النفاق بغض الأنصار) ووجه الجميع أنه لا يحصل حب الأنصار إلا لمن أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم الذين أحبوا الدين وبذلوا النفوس والأموال في نصرة الرسول الأمين، وهذا مثل ما ورد في أمير المؤمنين كرَّم الله وجهه: "أنه لا يحبه إلا مؤمنٌ ولا يبغضه إلا منافقٌ" (١).

(حم ق ن عن أنس (٢)) كلما أخرجه الشيخان أو أحدهما فإنه يرمز له المصنف بالصحة، وقد اكتفينا لهذا هنا ولم نذكر بعد ذلك في رمزهما أنه رمز لصحته المصنف.

٢٥ - " آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان (ق ت ن) عن أبي هريرة (صح) ".

(آية المنافق) في النهاية (٣): قد تكرر ذكر النفاق اسما وفعلاً، وهو اسم إسلامي لم تعرفه العرب بالمعنى المخصوص به، وهو الذي يستر كفره ويظهر إيمانه، وإن كان أصله في اللغة معروفاً، يقال: نافق ينافق منافقة، وهو مأخوذ من النافقا، أحد بأبي جحر اليربوع، إذا طلب من واحد هرب إلى الآخر، وخرج منه، وقيل: من النفق وهو السرب الذي يستتر فيه لستره كفره انتهى.

(ثلاث) مفهومه غير مراد لما يأتي من حديث ابن عمر: "وأربع من كن فيه كان منافقًا" عد هذه الثلاث، وزاد: "وإذا خاصم فجر"، فالأربع علامة أن من اجتمعن فيه خالص النفاق، ومن كانت فيه واحدة منهن كان فيه شعبة من


(١) أخرجه أحمد (٦/ ٢٩٢) والترمذي (٣٧١٧) وأبو يعلى (٦٩٣١) والطبراني في المعجم الكبير (٢٣/ ٣٧٥) رقم (١٩٨٣٨) وفي إسناده: مساور الحميري مجهول، يروى عن أمه ولا يعرف حالها انظر التقريب (٦٥٨٧) و (٨٧٧٠).
(٢) أخرجه البخاري (١٧)، ومسلم (٧٤)، وأحمد (٣/ ١٣٠)، والنسائي (٨/ ١١٦).
(٣) النهاية (٥/ ٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>