فزاي ساكنة، قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي وعليه رمز المصنف بالصحة.
٢٥٨٥ - "إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت". مالك (حم ق ن هـ) عن ابن عمر).
(إنما مثل صاحب القرآن) أي حافظه ومن ألف تلاوته نظراً أو عن ظهر قلب فإن من داوم ذلك سهلت عليه قراءته وقويت عليه لسانه (كمثل صاحب الإبل المعقلة) أي المشددة بالعقال بزنة كتاب حبل يعقل به الإبل فهي معقلة بضم الميم وفتح العين وتشديد القاف شبه دريس القرآن وملازمة تلاوته بربط البعير الذي يخاف شراده (إن عاهد عليها) أي احتفظ بها ولازمها. (أمسكها وإن أطلقها ذهبت) أي انفلتت كذلك حافظ القرآن مهما داوم على دراسته حفظه وإن أهمله ذهب عنه حفظه وشبهه بالإبل؛ لأنها عند العرب أقرب شيء إلى الإذهاب والحصر بالنظر إلى الحفظ والتلاوة لا بالنظر إلى غيره وقد تقدم مقدار المدة التي ينبغي أن يتلى فيها (مالك (حم ق ن هـ)(١) عن ابن عمر).
٢٥٨٦ - "إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة". (ق) عن أبي موسى (صح).
(إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء) أي بالنسبة إلى ما يكسبان الإنسان المجالس لهما. (كحامل المسك) هذا ناظر إلى الأول. (ونافخ الكير) ناظر إلى الثاني (فحامل المسك إما أن يحذيك) بضم حرف المضارعة فحاء فذال معجمة من أحذاه إذا أعطاه. (وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة) أي أنك لا بد
(١) أخرجه مالك (٤٧٤)، وأحمد (٢/ ٦٤)، والبخاري (٥٠٣١)، ومسلم (٧٨٩)، والنسائي (٢/ ١٥٤)، وابن ماجة (٣٧٨٣).