للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بأنه في النار لسوء اختياره وعصيانه، وقسم قضى أنه في الجنة لحسن اختياره، والقبض يجب الإيمان به من غير معرفة المراد به, والحديث قد فسر به الأحاديث في عالم الذر (حم طب) (١) عن معاذ) سكت عليه المصنف.

٢٥٩١ - "إنما هما اثنتان: الكلام، والهدى، فأحسن الكلام كلام الله، وأحسن الهدى هدي محمَّد، ألا وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة فكل محدثة ضلالة، ألا لا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم، ألا إن كل ما هو آت قريب، وإنما البعيد ما ليس بآت، ألا إنما الشقي من شقي في بطن أمه، والسعيد من وعظ بغيره ألا إن قتال المؤمن كفر وسبابه فسوق، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، ألا وإياكم والكذب فإن الكذب لا يصلح لا بالجد ولا بالهزل، ولا يعد الرجل صبيه لا يفي له، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدى إلى النار، وإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وأنه يقال للصادق: صدق وبر، ويقال للكاذب: كذب وفجر، ألا وإن العبد يكذب فيكتب عند الله كذاباً". (هـ) عن ابن مسعود (صح).

(إنما هما) أي صفات الخير وخصاله (اثنتان الكلام والهدي) هو من باب التوشيع في البديع، والهدي السيرة والطريقة (فأحسن الكلام) لفظاً ومعنى وهداية إلى الخير وآداباً (كلام الله) شامل لكل كلام أنزله، ويحتمل [٢/ ١٥٥] أنه أريد به القرآن لا غير لأنه قد نسخ كل كتاب قبله. (وأحسن الهدي هدي محمَّد) أي خير الطرائق أفعالاً وأقوالاً طريقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنها طريقة صادرة عن آداب إلهية وتأييدات رحمانية ولما دل على خصال الخير بين خصال الشر


(١) أخرجه أحمد (٥/ ٦٨)، والطبراني في الكبير (٢/ ١٧٢) رقم (٣٦٥)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢٣٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>