للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يفعلهما كما يفعله ملوك الدنيا لما في ذلك من الخلل العائد بالضر على المسلمين بتضمن عهد عدوهم من حبس الرسل لأنه ينشأ عنه شر كثير لأن الله تعالى قد أمر بإيفاء العهود (حم د ن حب ك) (١) عن أبي رافع) وفي الحديث قصة، رمز المصنف لصحته.

٢٦٣٠ - "إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث". (حم م ت) عن جابر بن سمرة (صح).

(إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي) بتشديد المثناة أي يقول: السلام عليك قيل: هو الحجر الأسود وقيل: البارز بزقاق المرفق وعليه أهل مكة خلفًا سلفاً (قبل أن أبعث) قيل لأنها كانت الأحجار كلها تسلم عليه بعد البعثة قال ابن سيد الناس: يحتمل أنه تسليم على حقيقته ويحتمل أن المراد أن ملائكة كانت عنده تسلم عليه والأول الصحيح.

إن قيل: ما السر أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يختص بسماعه دون غيره وكان أكمل في معجزته أن يسعه غيره؟

قلت: قد سمعه غيره أحيانا كما أخرجه الترمذي وحسنه من حديث علي - رضي الله عنه - قال: "كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة في نواحيها فلما استقبلنا جبل دلى حجراً له قال: السلام عليك يا رسول الله" (٢) وهذا دليل الوجه الأول من كلام ابن سيد الناس.

إن قيل: فلم خص هذه الحجر بالمعرفة؟

قلت: لأنها كانت تسلم عليه قبل البعثة بخلاف غيرها أو لأنها كانت أكثر


(١) أخرجه أحمد (٦/ ٨)، وأبو داود (٢٧٥٨)، والنسائي (٥/ ٢٠٥)، وابن حبان (٤٨٧٧)، والحاكم (٣/ ٥٩٨)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢٥١٠)، والصحيحة (٧٠٢).
(٢) أخرجه الترمذي (٣٦٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>