للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حديث، وكان ظاهري المذهب مات سنة ٣٨٧ (١).

٤١ - " أبى الله أن يجعل للبلاء سلطاناً على بدن عبده المؤمن (فر) عن أنس (ض) ".

(أبى الله أن يجعل للبلايا) بالكسر والقصر وهو التألم والمشقة سلطانًا تسلطًا (على بدن عبده المؤمن) أي تسلطًا يدوم ويستمر، وإن اتفق ذلك لزيادة في أجره أحيانًا كذا قال الشارح.

قلت: هذا ذكره الشارح أيضًا فتدبر، ويحتمل أن يكون من بلي الثوب إذا تلاشى وذهب، وأنَّ المراد أنَّه لا يبتلي العبد المؤمن في قبره الذي هو بيت النبلاء كما قال الجريري، وإهالة بيت النبلاء ويكون خاصًا بالعلماء والشهداء الذين ورد أنها لا تأكلهم الأرض، وأما الأول فيرده أو يبعده ما في الأحاديث من أن المؤمن كخامة الزرع لا يزال النبلاء يصيبه وما لا يأتي عليه العد من الأحاديث في هذا الباب، ويؤيد ما حملناه عليه ذكر البدن (فر عن أنس) (٢) رمز المصنف لضعفه لأن فيه القاسم بن إبراهيم الملطي كذاب، له عجائب من الأباطيل.

قلت: وهذا مما يخالف شرط المصنف الذي ذكره في الخطبة.

٤٢ - " ابتدروا الأذان، ولا تبتدروا الإمامة (ش) عن يحيى بن أبي كثير مرسلاً".

(ابتدروا) بكسر الهمزة، أي يبادر بعضكم بعضًا مسارعة (الأذان) أي الإعلام بدخول وقت الصلاة، والمراد بادروا وسارعوا، والأذان لغة: الإعلام، وفي الشرع: الإعلام بألفاظ مخصوصة على أمر مخصوص، وهذا يصلح له كل


(١) انظر: سير أعلام النبلاء (١٣/ ٤٣٠)، وفي قوله ظاهري المذهب: قال الذهبي: في هذا نظر: فإنه ضعف كتاباً على داود الظاهري أربعين خبراً ثابتاً مما نفى داود صحتها.
(٢) أخرجه الديلمي في الفردوس (١٧١٥)، وفي إسناده القاسم بن إبراهيم قال الدارقطني: كذاب، انظر: "المغني في الضعفاء" وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٧)، والسلسلة الضعيفة (٤٧١) (٤٩٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>