للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(حل عن أنس) قال: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بقصعة تفور، فقال: "إن الله لم يُطعمنا نارًا فذكره" (١).

٥١ - " أبشروا وبشروا من وراءكم أنَّه من شهد أن لا إله إلا الله صادقًا بها دخل الجنة (حم طب) عن أبي موسى (صح) ".

(أبشروا) خطاب لكل من يصلح له الخطاب من باب {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ} [السجدة: ١٢]، فيحتمل أن يراد الحاضرون السامعون والبشرى أول خبر سار (وبشروا من ورائكم) وهو يؤيد أن الخطاب للسامعين إنه أي بأنه المبشّر لا يتعدى إلى المبشر به بنفسه إلا أن يحذف الجار مع أن قياسًا مطرداً (أنه من شهد أن لا إله إلا الله صادقًا بها) أي قائمًا به الصدق بمضمونها والاعتقاد بأنها حق؛ لأن كلمة الشهادة صادقة بلا ريب؛ لأنها مطابقة لما في نفس الأمر، ولو صدرت عمن يعتقد كذبها كالمنافق، بأن صادقته الكلام لا يلزمها صادقته المتكلم، فإنه لا يتصف بالصدق حتى يقوم به بأن يعتقده بخلاف صادقته الكلام، فهي مطابقته للواقع سوى صدر عمن يعتقده أولاً وشهد له قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} فوصفهم بما قام بهم من الكذب مع صادقته ما قالوه وهو الشهادة بأنه رسول الله، وإذا عرفت هذا عرفت ملازمة صدق المتكلم لصدق الكلام، وعرفت ما في كلام الجمهور وخلاف الجاحظ من عدم التحرير، وهذا القيد في الحديث أخرج المنافق فإنه يقولها بلسانه غير صادق بها.

ثم هذا الحديث مقيد للأحاديث الواردة في فضل هذه الكلمة بهذا القيد،


= (٢/ ١٤٩)، وتعجيل المنفعة (١/ ٢٤١)، ولسان العرب (٣/ ٣٧٩).
(١) أخرجه الطبراني في الأوسط (٧٠١٢)، وفي الصغير (٩٣٤)، وقال الهيثمي في المجمع (٥/ ١٣): فيه عبد الله بن يزيد البكري وهو ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>